الحوثي، جماعة شيعية متمردة في اليمن ومتهمة بتمويلها من إيران |
جماعة الحوثي والتي تتخذ من مدينة صعدة مقراً له، سيطرت في يوليو الماضي على محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، ثم انتشرت بعد ذلك على مداخل العاصمة نفسها حتى اقتحمتها في 21 من الشهر الماضي، ويعاد نفس المشهد لتسيطر الجماعة اليوم على إحدى أهم المدن اليمنية وهي محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتي يقول مراقبون :إن الجماعة تريد السيطرة عليها لتلقي أسلحة من إيران عبرها.
السيطرة على الحديدة
سيطر المتمردون الحوثيون الشيعة على مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر دون مقاومة من السلطات، كما انتشروا في مطارها ومينائها، وفقا لما أكدته مصادر أمنية لوكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء.
وبدأ الحوثيون منذ الإثنين الانتشار باللباس العسكري في الحديدة التي تعد من أكبر مدن اليمن وفي المناطق المحيطة بها. وانتشرت صباح اليوم النقاط الأمنية التابعة للجماعة الشيعية المتمردة على مداخل المدينة وذلك بعد طردها للنقاط التابعة للدولة المرابطة في تلك المناطق.
وقال شهود عيان من محافظة الحديدة لـ (د.ب.أ) :إنهم لليوم الأول يلاحظون انتشار مسلحي الحوثي على مداخل مدينة الحديدة رافعين شعاراتهم في النقاط. وتسهم السيطرة على الحديدة في تعزيز الشبهات بسعي المتمردين الحوثيين للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر ما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، الامر الذي قد تستفيد منه إيران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم الحوثيين.
وتقع الحديدة على مسافة 230 كيلومترا إلى الغرب من صنعاء ويقطنها أكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن في اليمن بعد مدينة تعز في وسط البلاد.
نهب أسلحة.. والمحافظ لم يستقيل
وقد ذكرت مصادر محلية أن المسلحين اقتحموا الإثنين منزل القائد العسكري المعادي للحوثيين اللواء علي محسن الأحمر.
وقبل الانطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزنا للاسلحة تابعا للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل ان يبدأوا تقدمهم.
ونفى محافظ الحُديدة، صخر الوجيه، في اتصال هاتفي مع الجزيرة تقديم استقالته، وقال: إنه التقى مع وفد من جماعة الحوثيين واتفق معهم على تجنيب المحافظة أتون الصراع.
وقبل أيام تمكن أفراد تابعون للحراك التهامي من إجبار مسلحين من جماعة الحوثي على إخلاء قلعة الكورنيش التاريخية في الحديدة، وذلك بعد اقتحامهم وسيطرتهم عليها لساعات. إلا أن الجماعة قد اقتحمت المدينة كاملة اليوم. وجاء ذلك غداة تكليف خالد بحاح بتشكيل الحكومة اليمنية وهو ما وافقت عليه الجماعة.
ويرى محللون سياسيون أن سيناريو سقوط العاصمة صنعاء يتكرر في محافظة الحديدة مع اختلاف سهولة السيطرة على محافظة الحديدة كونها أقل أهمية من العاصمة ولن تجازف الدولة في خوض حرب مع أنصار الله فيها خصوصاً بعد سيطرتهم على العاصمة.
ويتهم الشعب اليمني جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائدًا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962. ويرى آخرون أنها تنفذ مخططات إيرانية تهدف إلى زيادة التمدد الشيعي في المنطقة العربية.
تقرير: علي حامد
0 التعليقات:
إرسال تعليق