بكر العطار يكتب: ما لا تعرفه عن مسلمي بورما!!

الكاتب الصحفي "بكر العطار"، متخصص في شئون المسلمين حول العالم

بقلم: بكر العطار

ملايين من المسلمين يُسحقون في كثير من بقاع الأرض، ولا يَعرف إخوانهم في الدِّين معاناتهم إلا النَّذْرُ اليسير، كما هو الحال في ميانمار (بورما سابقاً)، بل إن البعض لم يسمع بهذه البلاد أصلاً، فما هى بورما ومن هم المسلمون الذين يعيشون فيها وكيف يعاملون.

من هم الروهنجيا

الروهينغا أو الروهنجيا أو الرُوَينغة (بورمية: اسم لجماعة مسلمة في ولاية أراكان غربي بورما أو ميانمار. فحسب التقديرات الرسمية لسنة 2012 يوجد 800,000 روهينجي في أراكان، وتعتبرهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات إضطهادا في العالم، وهناك العديد منهم قد فر ويعيشون لاجئين في مخيمات في بنجلاديش المجاورة وعدة مناطق داخل تايلاند على الحدود مع بورما.

أصل المسمى

ويقول الدكتور عطا الله نور الإسلام رئيس وكالة أنباء الروهنجيا، أن أصل كلمة "روهنجيا"، قضية مسلمي الروهنجيا قضية قديمة وحديثة فمنذ أن وصل الاسلام في عام بالقرب من جنوب شرق اسيا1172 ه في عصر الخليفة هارون الرشيد، فدخل فى الاسلام كثير من الناس من اراكان (خليط من جميع اطياف العالم، تركيا وبنجلاديش وغيرها) فنشأت عرقية الروهنجيا نسبة الى بلد تسمى روهانج معروفة فى بورما (ميانمار حاليا) بينما كان كثير من سكان المنطقة يدينون بالديانة البوذية والهندوسية،فشعر البوذيين بزيادة أعداد المسلمين فبدئوا يكيدون لهم ويفكرون كيف يقضون عليهم.

أحداث 2002

شهد شمال ولاية راخين أعمال شغب سنة 2012 وهي سلسلة من صراعات مستمرة بين مسلمي الروهنجياا وعرقية الراخين البوذيين، وجاءت أعمال الشغب بعد أسابيع من الخلافات الطائفية التي أدانها معظم اتباع الطائفتين.

ولا يعرف بالضبط ماهو السبب المباشر لتلك الأحداث، وإن عد بعض المعلقين ان قتل الراخين لعشرة من المسلمين البورميين بعد اغتصاب وقتل امرأة راخينية هو السبب الرئيسي لتلك الأحداث.

وقد فرضت الحكومة حظراً للتجوال ونشرت قواتها في المناطق المضطربة، وأعلنت الطوارئ في أراكان بحيث سمح للجيش بالمشاركة في إدارة المنطقة، وقد دمر أكثر من 300 منزل وعدة مباني عامة، وفقا لتون خين رئيس منظمة روهينغيا بورما في المملكة المتحدة أنه إلى يوم 28 يونيو فقد قتل 650 من الروهينغيا واعتبر 1200 من المفقودين وتشرد أكثر من 80 ألفاً، واتهم الجيش والشرطة البورمية بأنهم لعبوا دورا أساسيا في استهداف الروهينجيا خلال الاعتقالات الجماعية والإفراط في العنف.

لماذا تحرمهم الحكومة من الجنسية

تصر الحكومة البورمية على عدم الاعتراف بالأقلية المسلمة (الروهنجيا) وتزعم بأنهم ليسو الى جماعات دخلت أراضيهم من الحدود البنجلاديشية، وذلك على الرغم من الدلائل التى سقناها فى بادئ الحديث.

وترفض الحكومة البورمية الاعتراف بهم خوفا من رجوع المسلمين الروهنجيا من كل من بنجلاديش وتايلاند والهند وغيرها من الدول التى هرب إليها المسلمين هربا من خوف الحكومة وبطش البوذيين وتكوين تحالف مسلم قولى كبير ومن ثم يطالبون بمزيد من حقوقهم.

وعلى امتداد سنوات طويلة، عاملت حكومة ميانمار مسلمي الروهينجا باعتبارهم متطفلين، وأقلية فقيرة وسط الأغلبية البوذية ينظر إليها على أنها مؤلفة من المهاجرين غير الشرعيين، وتفرض القيود على الأماكن التي يمكنهم الإقامة والعمل فيها.

وقد اعتبرت الأمم المتحدة الروهينجا إحدى أكثر الجماعات تعرضاً للمقاضاة في العالم، وحتى مع قيام ميانمار بإضفاء الطابع الليبرالي على نظامها السياسي وانتقالها من حكم العسكريين إلى الديمقراطية، فإن الحكومة رفضت التخفيف من ضراوة معاملتها للروهينجا برغم الدعوات المستمرة لذلك من قبل مجتمع حقوق الإنسان والمسئولين الأميركيين.

والآن، ترد حكومة ميانمار على تلك الدعوات المستمرة للتغيير بـ"خطة عمل ولاية راخين" المقترحة، ولكن ما تزعم الحكومة أنه محاولة للاستجابة للوضعية الشائكة للروهينجا لا يعدو أن يكون مزيداً من التكريس للتمييز ضد أبناء هذه الأقلية.

ويقول "عطا الله نور"، رئيس وكالة أنباء الروهنجيا، إن ما تطرحه حكومة ميانمار على الروهينجا ليس طريقا إلى المواطنة وإنما هو طريق إلى الاحتجاز إلى أجل غير مسمى، وميانمار ينبغي لها أن تلغي هذه الخطة وأن تقوم بتعديل قانون المواطنة فيها للاعتراف بالجذور التاريخية للروهينجا في ميانمار.

وقد أكدت حكومة ميانمار في يوليو 2012 بأن الأقلية الروينغية تصنف على أنها عرقية من مسلمي البنغال عديمي الجنسية قدمت من بنغلاديش سنة 1982، وأنها لم تدرج مع حوالي 130 عرقية تطالب بجنسية ميانمار.

من هم البوذيون

تعتبرالبوذية (نسبة إلى غاوتاما بودا) من الديانات الرئيسية في العالم، تم تأسيسها عن طريق التعاليم التي تركها بوذا 'المتيقظ"، نشأت البوذية في شمالي الهند وتدريجياً انتشرت في أنحاء آسيا ومنها ميانمار، التيبت فسريلانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا، فاليابان.

تتمحور العقيدة البوذية حول 3 أمور (الجواهر الثلاث): أولها، الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية، ثانيها، الإيمان بـ "دارما"، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة، ثالثها وآخرها، المجتمع البوذي. تعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، "الرجل المتيقّظ" (وتترجم أحيانا بكلمة المستنير).

2:30 ص